السؤال المهم
ليسأل كل واحد منا نفسه كلما تذكر عظيم نعمة الله عليه بالهداية والاستقامة : ماذا قدّم لهذ الدين الذي هداه الله إليه؟ ومادوره بعد أن أخرجه الله من الظلمات إلى النور؟ هل نصر الله لينصره ويثبت قدمه؟ وهل جاهد نفسه في ذات الله ليهديه سبُلَه؟ و هل سعى لإقامة شرع الله ليمكنه في الأرض ويجعل له العاقبة؟
إنّ قيامك ـ يا أخي في الله ـ بدور ولو- يسير- في رفع راية الإسلام،وتحمّل شيئاً-ولو قليلاً- من مسئولية الدين:دليلاً على صدق إيمانك ،وبرهان على جديتك في التزامك، وإثباتاً لصدق ولائك لله وانتمائك لدينك ،ومحبتك لنبيك صلى الله عليه وسلم واقتدائك به؛وسبباً في زيادة إيمانك "ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ،وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيماً"فهذا فاروق الإسلام عمر رضي الله عنه بعد أن أسلم مباشرة يقول: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا ؟ قال: بلى، قال: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن...
وذاك أبو ذر الغفاري رضي الله عنه-الضعيف الغريب في مكة عندما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم:أرجع إلى قومك قال:والذي نفسي بيده لأصرخنّ بها"كلمة التوحيد"بين ظهرانيهم، هذا في بداية الهداية..
أما في أثناءها فقد ضرب المؤمنين الصادقين أروع الأمثلة في التضحية والفداء بالنفس والنفيس والغالي في سبيل الله ونصرة لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم حتى يقول أحدهم :
ولست أبالي حين أقتل مسلماً * على أي جنب كان في الله مصرعي
وإذا ترددت نفسه قليلاً أرغمها قائلا:
أقسمت يا نفس لتنزلنه * مالي أراك تكرهين الجنة
نعم لقد كان الإسلام هو القضية الأولى في حياتهم فأسفارهم من أجله، وأحاديثهم فيه وموالاتهم ومعاداتهم عليه، وحياتهم ومماتهم له، بل وأحلامهم في منامهم عن الإسلام 0
أقاموا عمود الدين من بعد صرعه * و أعلوا لواء الحق فوق الخلائق
لذلك يجب علينا- يا شباب الإسلام- أن نتحمل المسؤولية التي شرفنا الله بها،وندافع عن ديننا الذي هو خير الأديان وخاتم الرسالات،ونذب عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل السنن وخير الآداب، فإن لم نغزو فسنغزى، وأن لم ندعوا فسندعى، وخير وسيلة للدفاع الهجوم،وما حورب أحد في عقر داره إلا غُلب،ونحن لدينا –ولله الحمد- مقومات النصر،وأسباب التمكين،والله معنا ولن يترنا أعمالنا..
وعلموا أن قيمة كل واحد منا ما يحتسبه ويفعله في خدمة دينه على أي وجه من أوجه الخير وطرق البر ..
فكن يا أخي الحبيب مباركا أينما كنت،ولا تكن كلاً على مولاك أينما يوجهك لا تأتي بخير،وإذا بلغك شيء من الخير فأعمل به ولو مرة تكن من أهله...