مروان مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 12/09/2009
| موضوع: ضبط همزة " إن " الخميس 26 نوفمبر 2009, 9:14 am | |
|
ضبط همزة "إنّ" لهمزة (إنّ) ثلاثة أحكام: وجوب كسر، ووجوب فتح، وجواز الاثنين معا (الفتح والكسر):
أولاً : مواضع وجوب كسر همزة (إن):
1- إذا وقعت في ابتداء الكلام حقيقة أو حكما نحو: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتَحًا مُبِينًا}(الفتح 1)،{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ}(الكوثر1)، {إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ..}(القدر 1)، فقد وقعت "إن" في بداية الكلام حقيقة معنى أنه لم يسبقها شيء فوجب كسر همزتها، ومن ثم إذا فتحت فلا يبتدأ بها الكلام، فلا يقال: أنّك فاضل عندي، لكن في هذه الحالة يلزم تأخيرها فيقال: عندي أنّك فاضل. أما وقوعها في ابتداء الكلام حكما فإن يتقدم عليها "ألا" الاستفتاحية نحو: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم ..}(يونس 62)،{أَلاَ إِنَّهُم هُمُ المُفْسِدُونَ}(البقرة12). {أَلاَ إِنَّهُم مِن إِفكِهِم لَيَقُولُونَ..}(الصافات151). 2- إذا وقعت بعد فعل القول (محكية بالقول) نحو :{قَالَ إِنِّي عَبدُ اللَّهِ ..} (مريم 30)، {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ..}(العنكبوت 26)، {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُم..}(المائدة 12). {يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ المُصَّدِّقِينَ..}(الصافات 52)،{قُل إِنَّ الهُدَى هُدَى اللَّهِ..}(آل عمران 73). 3- إذا وقعت في بداية جملة الحال نحو: (أتيتك وإني ذو أمل، {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبَّكَ مِنَ بَيْتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}(الأنفال 5)، جئتك وإني ليملؤني الفرح. 4- إذا وقعت في بداية جملة الصلة مثل:{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالعٌصْبَةِ ..}( القصص 76)، حضر الذي إنه ليحفظ القرآن الكريم، جاء الذي إنه فاضل. وكذا في أسماء الموصول مثل: (الذي ،التي ،اللذان ، اللتان، الذين،اللاتي ،اللائي ،ما ،من ). 5- إذا وقعت في أول جملة الصلة مثل: (أحببت رجلا إنه ليتقي الله ، جاء رجل إنه يحفظ كتاب الله) ، (الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال). 6- أن تقع في أول جملة جواب القسم وفي خبرها اللام نحو : {يَسِ وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ}(يس1،2،3)، {حَمِ وَالكِتَابِ المُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}(الزخرف1،2،3)، {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُم لَمِنكُم}(التوبة56)،{وَالعَصرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ}(العصر 1،2) . 7- إذا وقعت بعد فعل من أفعال القلوب علق عن العمل باللام، مثل: (علمت إنك لكريم، {وَاللَّهُ يَعلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ..}(المنافقون1).) فإن لم تقع اللم فتحت "إن" مثل: (علمت أَنَّكَ سافرت) . 8- إذا وقعت بعد الظرف (حيث وإذ) مثل: (جلست حيث إِنَّك جالس) ، (وعدتك إذ إِنَّكَ مريض)، وذلك لوجوب إضافتها إلى الجمل لا إلى المفردات فيلزم كسر همزة "إن" . 9- إذا سبقت بـ"كلا":{كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}(المطففين 18). {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}(المطففين 7)، {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى}(العلق 6)، {كَلاَّ إِنَّهُم عَن رَّبِّهِم يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}(المطففين15). 10- أن تقع خبرا عن اسم ذات لا اسم (معنى) (أي ما له جثة وحجم) نحو : (زيد إنه عالم ، محمد إنه عاقل). قال ابن مالك : فاكسر في الابتداء في بدء صلة وحيث إن ليمين مكمله أو حكيت بالقول أو حلت محل حال كزرته وإني ذو أمل وكسروا إن من بعد فعل علقا باللام كاعلم إنه لذو تقى
ثانياً : مواضع فتح همزة "إن" وجوباً:
وذلك إذا أمكن تأويلها مع معموليها (الاسم والخبر) بمصدر (بمعنى أنه إذا أمكن دمجها وسبكها مع اسمها وخبرها واستخراج كلمة واحدة تسمى مصدرا صريحا يتخذ سائر المواقع النحوية) وهذا يشمل مواضع، منها: 1-أن يقع في محل رفع فاعل نحو : (سرني إنك بار بأهلك) (أي برك بهم) . 2-أن تقع في موقع التائب عن الفاعل نحو : (عرف أن الخبر صحيح ، علم أنك كوفئت ، {قُل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ..}(الجن 1). (أي أوحي إلي استماع نفر..). 3-أن تقع في موقع المفعول به نحو: (علمت أنك فزت بالجائزة، سمعت أنك عدت من السفر ، {وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُم أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ}(الأنعام 81)، {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا..}(الأنبياء 30). 4-أن تقع في موقع المبتدأ نحو : (عندي أنك فاضل ، من شدة حيائه أنه لم يرفع رأسه، {وَمِن آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً}(فصلت 39). 5-أن تقع بعد "لو" أو"لولا" مثل : "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا" ، {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمٍ يُبْعَثُونَ}(الصافات 143)، {فَلَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ}(الشعراء102)، {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ المُتَّقِينَ}(الزمر 57). 6-أن تقع خبرا عن اسم معنى غير قول مثل : (اعتقادي أنك صادق، ظني أنه موجود بخلاف قوله: (إنك صادق) . 7-أن تقع مجرورة بحرف جر مذكور أو مقدر نحو : {ذَلِكَ بِأَنََّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ}(الحج 6)، {ذَلِكَ بِأَنَّهُم كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ}(آل عمران 112)،{ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا إِنَّمَا البَيْعَ مِثْلُ الرِّبَا}(البقرة 275)، "لأنه قال، على أنه قال" ، "وذهب إلى أن" ، "ويرجع الأمر إلى أن" وهكذا . وأيضا نحو قوله- تعالى- :{وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}(الجن 18)، أي ولأن المساجد لله (فحذف حرف الجر قياسا). 8-أن تقع مجرورة بالإضافة مثل : {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُم تَنطِقُونَ}(الذاريات 23) أي مثل نطقكم. 9-أن ترد بعد فعل قلبي وليس في خبرها اللام مثل قوله- تعالى-: {أَلَم يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..}(التوبة 63)، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمتُم مِن شَيْءٍ}(الأنفال 41)،{وَظَنَّ أَنَّهُ الفِرَاقُ}(القيامة 28)،{يَحسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ..}(الهمزة 3). 10-أن تقع معطوفة على شيء مما تقدم أو بدلا من شيء تقدم نحو : {يَا بَنِي إِسرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُم وَأَنِّي فَضَّلْتُكُم عَلَى العَالَمِينَ}(البقرة 47). معطوف على المفعول "نعمتي" . ونحو قوله- تعالى- :{وَإِذ يَعِدُكُم اللَّهُ إِحدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُم}(الأنفال 7). (بدل من "إحدى" المفعول به الثاني) . وقال ابن مالك : وهمز إن افتح لسد مصدر مسدها وفي سوى ذاك اكسر (أي إذا أمكننا أن نؤولها هي وما بعدها بمصدر فيجب فتحها ، وإذا لم نستطع ذلك- ولا يمكننا- فعندئذ يلزم كسر همزتها) .
ثالثاً : مواضع جواز الأمرين : (الفتح والكسر):
1-إذا وقعت بعد إذا الفجائية (أي التي تدل على المفاجأة) نحو: (استيقظت فإذا الشمس طالعة ، خرجت فإذا أن المطر ينهمر) ، فالكسر على اعتبار "أن" بعد إذا جملة كاملة اسمية من مبتدأ وخبر ، والفتح على تأويل ما بعد إذا بمصدر مرفوع على الابتداء والخبر محذوف تقديره حاضر . وكذا في قول الشاعر : وكنت أرى زيدا- كما قبل- سيداً إذا أنه عبد القفا واللهازم 2-أن تقع جواباً بالقسم وليس في خبرها اللام نحو : أقسم أن الباغي هالك ، أحلف أن محمدا صادق وقد روي بالفتح والكسر في قول الشاعر : لتقعدن مقعد القصي مني ذي القاذورة المقلي أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي وهذا سواء أكان القسم بالجملة الاسمية نحو: (لعمرك إنهم غير صادقين ، لعمرك إن الرياء حرام) أم كان القسم بالجملة الفعلية التي فعلها مذكور نحو : (أقسم بالله أن الظالم هالك) . أم التي فعلها محذوف نحو: (والله إن الظالم هالك) والصحيح وجوب الكسر في التي فعلها محذوف . 3-ببعد فاء الجزاء نحو : (من يزرني فإنه مكرم ،{كَتَبَ رَبُّكُم عَلَى نَفسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُم سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(الأنعام 54). 4-أن تقع خبرا عن قول، وخبرها قول، وفاعل القولين واحد نحو: قولي إني أشكر الله، نطقي إني أحمد الله، كلامي إني شاكر صنعه، حديثي إني معترف مقر لك بالجميل . *بخلاف قولنا : عملي أني أزرع الأرض، قولي إن محمدا يشكر الله، قولي إني مستريح. * ففي الأولى : خبر إن ليس قولا ولم تقع خبرا عن قول . *وفي الثانية : اختلف فاعل القولين . *وفي الثالثة : خبر إن ليس قولا . قال ابن مالك : بعد "إذا" فجاءة أو قسم لا لام بعده بوجهين نمي مع تلوا "فا"الجزا وذا يطرد في نحو خير القول أني أحمد
والخلاصة: أنه يجوز فيها الأمران في مواضع أربعة : 1- إذا وقعت بعد إذا الفجائية . 2- بعد فاء الجزاء (الواقعة في جواب الشرط) . 3- أن تقع جواب قسم (ليس في خبرها اللام) . 4- أن تقع خبرا عن قول وخبرها قول وفاعل القولين واحد. | |
|
محمد مشرف أول
عدد المساهمات : 232 تاريخ التسجيل : 24/09/2009
| موضوع: رد: ضبط همزة " إن " الجمعة 08 يناير 2010, 7:34 am | |
| جزاك الله خيرا
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال | |
|