السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
شعر : أحمد محمد الصديق
أطلي علينا من سمائك كالبدر *** فليل السرى من حولنا تائه الفجر
أطلي .. ففي طياتك النور والهدى *** هو البلسم الشافي لأدوائنا الكثر
ويا ذكريات المجد سفرك حافل *** تطالعنا آياته من حمى ( بدر )
وتنفحنا من روعة ( الفتح ) نفحة *** تموج لها الأحلام ضاحكة الثغر
رأينا فلول الشرك كيف تحطمت *** على صخرة الإيمان في وقعة الدهر
وكيف تحدى الفجر جيش ظلامهم *** وخط سبيل المؤمنين إلى النصر
وأعلن أن الحق لا بد ظافرا *** ولو بعد حين فانتظر ساعة الصفر
رسول الهدى قد كان للناس رحمة *** تشع بأنوار الهدايه والبر
أقام بعين الله دولته التي *** هي العدل في أعلى مراتبه الغر
وكنا به خير الأنام .. فما لنا *** نخالفه نحو الضلالة والخسر ؟!
بواترنا كانت إذا التمعت ضحى *** لها كسرى وقيصر في ذعر
حضارتنا كانت هي العلم والتقى *** ولكن هذا العصر يفخر بالعهر
تدور بنا الأيام .. والكل غافل *** وها نحن في التيه البعيد .. ولا ندري
لولا انتفاض الروح يدفع ركبنا *** ويبعث ما في معدن الترب من تبر
ولولا كتاب الله ينساب نوره *** حياة ... لبات الكون أشبة بالقبر
وأمست بيوت الظاعنين ملاعبا *** لريح البلى والقصر ينعى على القصر
فيا إخوة الإسلام عودوا لربكم *** لقد ضل منا الركب في المهمة القفر
وقد ران ليل الجاهلية ضاربا *** سرداقة .. لا يستقيم على أمر
رحيم بنا رب السماء ..وإنه *** ليمهل .. والإنسان يمعن في الكفر
ألا أيها الإنسان إنك كادح *** ولا بد أن تلقى غدا حاصل العمر
فإما نعيما كنت ترجوه موقنا *** وإما جحيما كنت تغدوه بالبشر
دعا رمضان الخير كل مرابط *** لديه .. فلبى المؤمنون على الإثر
وطافت بهم ريح الجنان عليلة *** تهب من الرحمان ... ذائعة النشر
تنفس فيها الخلد حين تفتحت *** أزاهيره البيضاء في ( ليلة القدر )
فطوبى لمن يحظى بشم عبيرها *** فيسجد مغشيا عليه من البشر
ويضرع في حب ويبكي من الجوى *** ويكتم أشواقا تأجح كا لجمر
ويصغي إلى صوت السماء كأنه *** صدى خفقات القلب ينبض في الصدر
صيامك مفتاح لكل فضيلة *** يزودك التقوى . ويغريك بالطهر
فقل مخلصا :آمنت بالله واستقم *** وأحسن له الأعمال في السر والجهر
هنا مصنع الأبطال .. يصنع أمة *** وينفخ فيها قوة الروح والفكر ..
ويخلع عنها كل قيد يعوقها *** ويعلي منار الحق .. والصدق والصبر
تصوم إذا صامت عن الفحش والخنا *** وتفطر في منأي عن الرجس والجور
لها العيد بشرى في الحياة ومثله *** وأفضل منه يوم تبعث في الحشر
-------------------------------------------------------------
يقول " مصطفى الصادق الرافعي " أديب الإسلام :
فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلام
وتقبل كالغمام يفيض حينا *** ويبقى بعده أثر الغمام
وكم في الناس من كلف مشوق *** إليك وكم شجي مستهام
ركزت له بألحاظ الليالي *** وقد عي الزمان عن الكلام
فظل يعد يوماً بعد يوماً *** كما اعتادوا لأيام السقام
ومد له رواق الليل ظلا *** ترف عليه أجنحة الظلام
فبات وملء عينيه منام *** لتنفض عنهما كسل المنام
ولم أر قبل حبك من حبيب *** كفى العشاق لوعات الغرام
فلو تدري العوالم ما درينا *** لحنت للصلاة وللصيام
بني الإسلام هذا خير ضيف *** إذ غشي الكريم ذرا الكرام
يلمكم على خير السجايا *** ويجمعكم على الهمم العظام
فشدوا فيه أيديكم بعزم *** كما شد الكمى على الحسام
وقوموا في لياليه الغوالي *** فما عاجت عليكم للمقام
وكم نفر تغرهم الليالي *** وما خلقوا ولا هي للدوام
ودخلوا عادة السفهاء عنكم ** فتلك عوائد القوم اللئام
يحلون الحرام إذا أرادوا ** وقد بان الحلال من الحـرام
وما كل الأنام ذوي عقول *** إذا عدوا البهائم في الأنام
ومن روته مرضعة المعاصي *** فقد جاءته أيام الفـطام
-----------------------------------------------------
شعر محمود عواد :
الخير باد فيك والإحسان *** والذكر والقرآن يا رمضان
والصوم فيك عبادة *** تسموا بها الأرواح والأبدان
والشر فيك مكبل ومغلل *** والبر فيك مجلل هتان
والليل فيك نسائم هفهافة *** رقصت لطيب عبيرها الرهبان
والفجر فيك عبادة وتلاوة *** والصبح فيك سعاية وأمان
والروح فيك طليقة رفرافة ***أحلامها الغفران والرضوان
والجسم فيك حبيسة أطماعه ***لا يستريح إذا سما الوجدان
والناس فيك تآلف قد ضمهم *** وأظلهم ظل الهدى الفينان
فكأنهم جسم يئن إذا اشتكى *** عضو به وكأنه بنيان
بالصبر جئت وبالهدى وكلاهما *** زاد الشهيد إذا خلا الميدان
ذكراك هذي والزمان زمان *** والمسلمون تآذر إخوان
والحاكمون منفذون شريعة *** وضع الإله يحثهم إذ عان
والعابدون الراكعون تسابقوا *** يحدو بهم نحو الصلاة أذان
لم يبق فيك اليوم غير مظاهر *** وموائد بالمشتهى تزدان
ومآذن تهفوا البطون لصوتها *** وتصايح تجري به الصبيان
وتكاسل طول النهار وسهرة *** رقص بها غمزت به الألحان
أيريد أهل الشرك هجرة شرعنا *** لتمجد الأصنام والأوثان
لا غير شرع الله يجمع شملنا *** مهما أشار بحقه المجان
ما وحد الأوطان غير محمد *** ما ضمها عدنان أو قطحان
جمع الشتيت فكان أكرم أمة *** فخرت بمجد رقيها الأزمان
أنسيت دنيا العز يوم تجمعت *** فيك الرجال كلهم ألوان
فصهيب ابن الروم جنب محمد *** الفارس المهتدي سلمان
وبلال فوق البيت يهتف للورى *** في الحق لا أسياد أو عبدان
يوما غزانا الكفر تحت صليبه *** أجناده الأسبان والطليان
فالدين جمعها لأكبر نجدة *** لا الحرب جمعها ولا الطغيان
إن تسأل الآثار فهي مجيبة ***أو تسأل الأخبار فهي لسان
------------------------------------------------------------
شعر : أحمد محمد الصديق
قفي ها هنا في رحاب الهدى *** ولله يا نفس فاستسلمي
أطل على الناس شهر الصيام *** فبشراك بالوافد المكرم
هلمي ... هلمي ...به نحتفي *** ونعلن عن فرحة المقدم
أعيذك من نزغات الهوى *** وفي موسم الخصب أن تحرمي
على عتبات الرضا والسلام *** أطيلي الوقوف ... ولا تسأمي
فإن جاد بالعفو رب السماء *** فحسبك ذلك من مغنم
وحسبك أنا عفرنا الجبين *** لديه ...وفي حصنه نحتمي
أيا نفس إنا نشق الطريق *** على شوك محنتنا المولم
نريد لأمتنا أن تسير *** على المنهج الواضح القيم
نريد الحياة التي ترتقي *** وتسمو بها همة المسلم
فنجهر بالأمر بين الأنام *** ونصدع بالحق ملء الفم
ونخلع قيد الهوان الثقيل *** وننهض من كهفنا المظلم
ونكتب بالنور فتحا جديدا *** وبدرا نسطر ها بالدم
وتلك الأماني مرهونة *** بأقدارها في الغد الملهم
صيامك يا نفس فيه الخلاص *** من الضعف والعجز والمأثم
ومعراجك الفذ تقوى الإله *** فركضا إلى الله ... لا تحجمي
------------------------------------------------
في رحاب رمضان
نبهت فينا أنفسا وعقولا *** وحللت للخير العميم رسولا
رمضان يا روض القلوب تحية *** خطرت تجر إلى حماك ذيولا
قد جئت مرجوا لأكرم نفخة *** تذر الفؤاد بسحرها متبولا
رمضان حسبك ما شرفت به فقد *** فضلت من رب السماء تفضيلا
غصت رحابك بالتقاة وهو مت *** فيك الملائكة صعدا ونزولا
وتتبابعت رحامات ربك شرعا *** كالغيث فاض مباركا مقبولا
أيامك الغراء طاهرة الرؤى *** مثل الحمائم تستحم أصيلا
وجه الحياة على ضفافك مشرق *** وأريجك الذاكي يهب عليلا
تسمو به الأرواح فهي طليقة *** رغبت إلى كنف الخلود رحيلا
حنت لمغناها القديم فلم تجد *** إلا سبيلك للخلود سبيلا
نبراسك الوضاء يعلن للورى *** شرع السماء منزلا تنزيلا
آياته الزهراء فيك تلألأت *** وحيا يقيم إلى الفلاح دليلا
سادت به حين استقامت أمة *** واعتز من في النبر كان ذليلا
قد كان مدرسة تعد أئمة *** نشأوا على النهج القويم عدولا
وكأنهم في الله قلب واحد *** يحيا بنعمة ربه موصولا
رمضان هل لي وقفة أستروح الذ *** كرى واشف طلها المعسولا
إنا لنسبح في الهجير .. فهب لنا *** من ماء كوثرك العزيز قليلا
إنا لفي زمن مسيخ وجه *** قد مرغوه سبة ووحولا
الصالحون أولو النهى في أهلة *** غرباء .. سيموا الخسف والتنكيلا
أتخال عصر الجاهلية قد مضى ؟ *** لا ... لم يزل عهد الظلام طولا!
كم من أبي جهل ترآة مكابرا *** وتراه يوقع في المفاسد جيلا!
أدهى عصور الجاهلية عصرنا *** فا عجب له بالعلم صار جهولا
العلم بين يديه سطوه غاشم *** جحد الإله .. وأخطأ التأويلا
وغدا سلاح العلم فوق رقابنا *** شبحا يخيف مصيرنا المجهولا
ليل .. ون طالت غياهب ظلمه *** فلسوف يتلوه الصباح جميلا
رمضان ! هل لي وقفة أسترجع الـ *** ماضي .. وأرتع في حماه جذولا ؟
يستعذب الأمل المعذب رحلة *** تخذت من المجد التليد مقيلا
أبطال (بدر ) يا جباها شرعت *** للشمس .. تحكي وجهها المصقولا
كنتم على تاج الزمان لآلئا *** لعت ... وكنتم فجره المأمولا
حطمتم الشرك المصغر خده *** فارتد مشلول الخطى مخذولا
غنيت يوم ( الفتح ) مصحف مجدكم *** طربا .. أرتل آية ترتيلا
ولمحت مكة في الخيال وقد عنت *** للحق ... زائغة العيون ذهولا
وطلائع الجند البواسل أترعت *** طرقاتها بحرا يفيض سيولا
وأكاد أنظر للنبي مطأطئا *** متواضعا .. جم الوقار.. جليلا
ويصيح ( جاء الحق ) وهو يبيدا *** لهه الضلال ... ويمحق التضليلا
أين الطغاة الآثمون ؟ لقد عفا *** عنهم .. فكانوا للرسول قبيلا
أترى لهم سندا من الصنم الذي *** يهوي كثيبا في الرغام مهيلا ؟ !
لا يستوي رب السماء وربهم *** لكن عبء الحق كان ثقيلا
يا إخوة الإسلام .. إن سبيلنا *** للنصر يستدعي الفتى المسئولا
يعلي على الحق المبين لواءنا *** حرا .. ويطرد غاصبا ودخيلا
هي ذي أفاعي الغدر تنفث سمها *** أفلا نحطم نابها المهزولا ؟ !
لو ساد حكم الله فينا لم تهن *** في القدس قبلة مصطفانا الأولى
كلا .. ولا كان الجهاد تظاهرا *** والدين في أوطاننا مغلولا
رمضان هذي من فيوضك رشفة *** بلت لأحشاء الشجي غليلا
جئنا لننعم في لقاك ..ونحتفي *** بك فتية عرفوا الهدى وكهولا
ولك الجوانح رائحا او غاديا *** مثوى تحل به رضا وقبولا
من كتاب [نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان ] للشيخ سيد العفاني .
----------------------------------------------------------
شعر : أحمد محمد الصديق
أطلي علينا من سمائك كالبدر *** فليل السرى من حولنا تائه الفجر
أطلي .. ففي طياتك النور والهدى *** هو البلسم الشافي لأدوائنا الكثر
ويا ذكريات المجد سفرك حافل *** تطالعنا آياته من حمى ( بدر )
وتنفحنا من روعة ( الفتح ) نفحة *** تموج لها الأحلام ضاحكة الثغر
رأينا فلول الشرك كيف تحطمت *** على صخرة الإيمان في وقعة الدهر
وكيف تحدى الفجر جيش ظلامهم *** وخط سبيل المؤمنين إلى النصر
وأعلن أن الحق لا بد ظافرا *** ولو بعد حين فانتظر ساعة الصفر
رسول الهدى قد كان للناس رحمة *** تشع بأنوار الهدايه والبر
أقام بعين الله دولته التي *** هي العدل في أعلى مراتبه الغر
وكنا به خير الأنام .. فما لنا *** نخالفه نحو الضلالة والخسر ؟!
بواترنا كانت إذا التمعت ضحى *** لها كسرى وقيصر في ذعر
حضارتنا كانت هي العلم والتقى *** ولكن هذا العصر يفخر بالعهر
تدور بنا الأيام .. والكل غافل *** وها نحن في التيه البعيد .. ولا ندري
لولا انتفاض الروح يدفع ركبنا *** ويبعث ما في معدن الترب من تبر
ولولا كتاب الله ينساب نوره *** حياة ... لبات الكون أشبة بالقبر
وأمست بيوت الظاعنين ملاعبا *** لريح البلى والقصر ينعى على القصر
فيا إخوة الإسلام عودوا لربكم *** لقد ضل منا الركب في المهمة القفر
وقد ران ليل الجاهلية ضاربا *** سرداقة .. لا يستقيم على أمر
رحيم بنا رب السماء ..وإنه *** ليمهل .. والإنسان يمعن في الكفر
ألا أيها الإنسان إنك كادح *** ولا بد أن تلقى غدا حاصل العمر
فإما نعيما كنت ترجوه موقنا *** وإما جحيما كنت تغدوه بالبشر
دعا رمضان الخير كل مرابط *** لديه .. فلبى المؤمنون على الإثر
وطافت بهم ريح الجنان عليلة *** تهب من الرحمان ... ذائعة النشر
تنفس فيها الخلد حين تفتحت *** أزاهيره البيضاء في ( ليلة القدر )
فطوبى لمن يحظى بشم عبيرها *** فيسجد مغشيا عليه من البشر
ويضرع في حب ويبكي من الجوى *** ويكتم أشواقا تأجح كا لجمر
ويصغي إلى صوت السماء كأنه *** صدى خفقات القلب ينبض في الصدر
صيامك مفتاح لكل فضيلة *** يزودك التقوى . ويغريك بالطهر
فقل مخلصا :آمنت بالله واستقم *** وأحسن له الأعمال في السر والجهر
هنا مصنع الأبطال .. يصنع أمة *** وينفخ فيها قوة الروح والفكر ..
ويخلع عنها كل قيد يعوقها *** ويعلي منار الحق .. والصدق والصبر
تصوم إذا صامت عن الفحش والخنا *** وتفطر في منأي عن الرجس والجور
لها العيد بشرى في الحياة ومثله *** وأفضل منه يوم تبعث في الحشر
محمد التهامي
الصوم للحيران طوق نجاةِ *** وطريقه الهادي إلى الجناتِ
وعليه معراج اليقين إلى الهدى *** يمتد فوق مهالك الشهوات
ويطهر الإنسان حتى إنه *** روح يكاد يضيء في الظلمات
* * * * * *
ويرى على نور الحقيقة عالماً *** متألق الأعماق والجنباتَ
فيه الحياة تراجعت أدرانها *** وتطهرت من حمأة النزوات
وغدت كدار الخلد طيَّب ريحها *** نفَسُ الملائك طاف بالرحمات
إن ضاقت الدنيا وقل ضياؤها *** ومضت مسالكها إلى العثراتَ
وتنوعت فيها الكروب وعُبّئَت *** ترمي قلوب الناس بالحسرات
وتزيد في ليل العذاب شجونه *** تنساق أمواجاً من النكباتَ
وتهيل فوق النيّرات غبارها *** فترد نور الكون للظلمات
فإذا بخطو السائرين على اللظى *** يمتد في درب من الجمرات
زكّى الصيام لها عزيمة صابر *** يمشي على رمضائها بثبات
* * * * * *
يسعى ويؤمن أن ربك قادر *** والنصر بالصبر الجميل مُوات
مهما طوانا الليل في أعماقه *** فالفجر منتظر على العتبات
ولنا بموصول الكفاح خلاصنا *** يأتي بما نبغيه من ثمراتَ
وصيامنا يحيي موات حياتنا *** ويدق نبض الروح في العزمات
ويضيء في كل الدروب علامة *** تهدي بها ما اعوجّ من خطواتَ
ويعيد في غبش الحياة بريقها *** لترى وتمعن صادق النظرات
فتهمّ تكتسح الطريق وتستوي *** تطوي الذي قد فات من وقفات
يا رب في ألق الصيام ونوره *** وطهارة الأنفاس في الصلواتَ
أدعوك من قلبٍ لفرط صفائه *** تتطهر الدعوات بالعَبرات
-------------------------------------------
محمود مفلح
جئت والجرح غائر في فؤادي *** وحكايا بطولتي كالرماد
وأنا واقف ألملم أشتاتي *** وأرنو إلى وجوه العباد
أتقي الشمس باليدين وأحيا *** في زمان ينوء بالأصفاد
أيُّ شيء لم يقتلوه جهاراً *** أو يبيعوه جملة في المزاد؟
حملوا جثَّة الضمير إلى القبر *** وعادوا في خشعة الزُّهاد!
أخمدتني ضراوة الغزو حتى *** بتُّ أغزو من شقوتي أولادي
وعلى وقع خُطوتي نبتَ الإثم *** وضجَّت في مخلبي أحقادي
عصرنا يا شقيقي عصر صيدٍ *** كم هتفنا لجرأة الصيَّاد
جئت يا شهرنا العظيم فإني ***خجلٌ منك من خُطاي وزادي
جئت بالسيف والجواد ولكن *** أين من أدمنوا ظُهور الجياد
ها هو السيفُ قد تكفَّن بالصمت ***توارى في عتمة الأغماد
أكلته السُّنون.. بال عليه الدهر *** أضحى ألعوبة للقراد
فَقَدَ الشهوة الحميمة للضرب *** توارى عن مسرح الأمجاد
وعلى بابنا يموء جوادُ *** لم أجد فيه (ملمحاً) للجواد
لم تفجِّره عاصفات الليالي *** لا ولا هزَّهُ الأسى في بلادي
إيه يا شهرنا العظيم فإني *** سَقَطت أصبعي وضاع زنادي!
منذ قرن وفي فمي أغنيات *** لم تحرِّك شرارة في الرَّماد
لطمتْ وجهي الأعاصير هانت *** في عروقي عراقةُ الأجداد
بين كأسٍ وقينة بتُّ أحيا *** مستهاماً بقدِّها الميَّاد
نحن يا شهرنا العظيم غدونا *** أرنبات تفرُّ من صيَّاد
وغدت خيمةُ الأخوة في الريح *** بلا أعمدٍ ولا أوتاد
كتبتنا الأيام في هامش السَّطر *** روتنا من غير منا إسناد
كم بترنا يد الأثيم فصرنا *** نلثُمُ اليوم خنجر الجلاَّد
سيِّداً واحداً عَبَدنا وها نحن *** نعاني من تخمة الأسياد
عفو طهر الأنفاس منك فإني *** قد فقدت النجيب من أولادي
ملعبٌ للنجوم أنت وفوق النَّجم *** شعَّت فيما مضى أعيادي
فيك غنَّت بمسمع الدهر "بدر" *** وحداً موكبَ الرجالِ الحادي
وتلونا الأوراد فيك فراح *** النصرُ يجري على خطا الأوراد
وهدمنا منابر الشرك حتى *** فَقَدَ الشركُ ظلَّه في بلادي
منحتنا الآياتُ وجهاً فكنَّا *** وانبلاج السَّنَى ظلَّه في بلادي
ايه يا شهرنا العظيم شموخاً *** قد تنسَّمتُ من شميم الوادي
ضُمَّنا.. ضُمَّنا إليك فإنَّا *** لم نزل من بنيك والأحفاد
أطلق الرُّوح من عقال التوابيت *** وزيِّن أيامنا بالجهاد
----------------------------------------
السيد الصديق حافظ
رمضان أقبل قم بنا ياصاح *** هذا أوان تبتل وصلاح !
الكون معطار بطيب قدومه ! *** روح ويحان ونفح أقاحي !
صفو أتيح فخذ لنفسك قسطها *** فالصفو ليس على المدى بمتاح !
واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح !
كم مؤمن لم تلهه الدنيا فلم *** يستبدل الأتراح بالأفراح !
قوام ليل نائم عنه الكرى *** الصوام واع صاح
وحلف شيطان غوى لم يزل *** عبدا لبنت الكرم والأقداح !
في ليلة زمر المعاصي تنتشي *** ونهاره في غفلة ومزاح !
رمضان لا يثنيه عن آثامه ! *** واهي العقيدة في إهاب وقاح !
الصوم يعلي من وضيع غرائز *** وطبائع سود الوجوه قباح
تلك الغرائز كم لها من صولة *** مسعورة الأنياب ذات نباح!
والنفس إن سقت وهيض جناحها *** فالصوم معراج بغير جناح !
الصوم يمنحنا مشاعر رحمة *** وتعاون , وتعفف , وسماح !
رمضان فيه ليلة خير لنا *** من ألف شهر في الزمان صباح
فيها تنزل بالسلام ملائك *** والروح حتى مطلع الإصباح
قد أنزل فيها القرآن جامعا *** لمراشد التهذيب والإصلاح
ومصدقا للرسل فيما بلغوا *** عن منزل الأسفار والألواح
هذا كتاب الله زاد مسافر *** وبرود ماء في الهجير قراح !
أقبل عليه فإن من نفحاته *** تقوى القلوب وبهجة الأرواح !
يا ليلة القدر امنحي أيامنا *** فضل الكريم المنعم الفتاح !
رباه إني في ضلال حائر *** عان أنوء بحملي الفداح !
هذ خطاي على الطريق ضريرة *** يكبوا غدوي باكيا ورواحي !
ثارت بي الشهوات فاصرف شرها *** عني وكفكف ثورتي وجماحي !
يا نور هذا الكون هب لبصيرتي *** قبسا من المشكاة والمصباح !
إني لما أنزلت من خير فقير *** فا غنني واملأ بعفوك ساحي!
وامدد يديك إلي إني هالك *** وامنن علي بتوبة وصلاح !
واجعل صيامي راحة لمتاعبي *** واجعل قيامي بلسما لجراحي
----------------------------------------------
فريد قرني
ألا أقبل هدى ورضا ونورا *** وخيرا عامرا يغشى المزورا
نعد ليمن موسمك التهاني *** نعد ليوم مقدمك الشهورا
لنملأ بالندا المهج الصوادي *** ونروي من سنا التقوى الصدورا
بنور تلاوة القرآن نجلي *** بصائرنا.. نضيء بها القبورا
نصوم .... نقوم في شوق وجد *** وعند الله نحتسب الأجورا
بك الأرواح ترشف وهي ظمأى *** شرابا .. منك تسكبه طهورا
تلقاه .. فيسكرها هياما *** وتسقاه فتغمرها سرورا
فيوضات من المنان تترى *** مواكبها .. نعاينها سطورا
بآيات من التنزيل تحيي *** عزائمنا .. فتأبى أن تخورا
فتلك إشارة بالقرب تسدى *** فتدفع عنك شرا مستطيرا
وتلك إشارة بالعفو تزجى *** فأوقن أن لي ربا غفورا
وتلك تشير للعقبى .. لتخشى *** بها يوما عبوسا قمطريرا
ويا رمضان يا كرما وجودا *** تخوض البشريات بها بحورا
بك الحسنات يا شهر التجلي *** يضاعفها لنا المولى .. كثيرا
وأرض المسلمين .. لكل بر *** تعج مساجدا .. وتموج دورا
وأبواب الجنان .. مفتحات *** حلالها ازينت .. غرفا وحورا
وأبواب الجحيم مغلقات *** وتجتنب الشياطين ...الظهورا
وفيك بليلة القدر العطايا *** وإن لشانها الأمر الخطيرا
هلالك .. حلو موعده ابتهاج *** يفيض على الجميع .. رضا ونورا
--------------------------------------------------
الشيخ أبو زيد إبراهيم سيد
أشرق على الأكوان يا رمضان *** فلأنت فيها صبحها الريان
أشرق وفجر في البرية فجرها *** إن الوجود إلى السنا ظمآن
أو ما حملت إلى الحياة حياتها *** فهدى الحياة وروحها القرآن
ناديت كل العالمين لشرعة *** في ظلها تتوحد الأكوان
لا لون بل لا جنس فيها سابق *** بل بالتقى فيها الفتى يزدان
فيها بلا ل للشموس مزاحم *** والمسلمون بظلها إخوان
وبنورها الإسلام عانق مجده *** ولحكمة قد دانت التيجان
هي شرعة طلعت صباحا زاهرا *** فالكون من نور لها مزدان
بعثت حصا الصحراء فانتفض الحصا *** قمما بها كم يزدهي الشجعان
والرمل أورق بالفوارس والقنا *** وتفجر الإيمان والفرقان
والليل ليل الجاهلية قد هوى *** وهوت على أقدامه الأوثان
والصبح يكتسح الظلام ضياؤه *** ويرن في سمع الورى آذان
الله أكبر أي روح قد سرت *** فصحا على أنوارها الإنسان
إن الحياة الحق في ظل الهدى *** قرآن ربي إنه الفرقان
يا أيها الشهر الكريم ومن به *** تسمو النفوس ويخشع الوجدان
فالصوم تزكية النفوس وطهرها *** ولكبح كل زريه ميزان
والصوم تربية الضمير فمن سما *** فيه الضمير تألق الإيمان
كم صائم والصوم منه مبرؤ *** وبرجسه يتفاخر الشيطان
صوم الجوارح أن تكف عن الأذى *** لا صوم في صوم به أضغان
والصوم صدق وانطلاق عزيمة *** في الله يكبو دونها الكسلان
والنصر في بدر وجالوت أما *** أزكى عزيمة جنده رمضان
كم صاغ دين الله أعظم قادة *** بهم ازدهت وتفاخرت أوطان
في الليل رهبان قيام سجد *** وإذاالنهار أتى هم الفرسان
تلقاهم القرآن في أخلاقهم *** وسلوكهم هم للهدى عنوان
سل أرض أندلس تجبك حضارة *** وعدالة غنت بها الأسبان
الفتح بالأخلاق قبل سيوفهم *** كان الأساس وما بهم عدوان
يا أيها الشهر العظيم تحية *** هل منك درس يأخذ الإنسان
في عصرنا عصر الفضاء وذرة *** يغلي بعالم عصرنا بركان
والعلم ما هو للسلام وإنما *** هو في التقدم يسحق العمران
مقياس حسن الاختراع وخيره *** كم من نفوس تأكل النيران
إن الوحوش بغابها قد روعت *** وخلا من الغاب القصي أمان
عجبا أيا رمضان ما أنا قائل *** عي البيان فهل لديك بيان
وكأنني بالصوت ملأ مسامعي *** وهديره رعدت به الآذان
عودوا لينبوع الضياء فإنه *** فيه السعادة إنه القرآن
------------------------------------------------------------------
صالح أحمد البوريني
واحة أنت في صحاري الوجود *** ونسيم يعرف بين الورود
في زمان الجفاف أنت ربيع *** وشعاع في حالكات العهود
فيك حارت قرائح ملهمات *** تبعث الشعر من قرار الهمود
كل طرف البيان هو حسير *** عن بلوغ المدى ودرك الشهود
شق سهم الضياء ستر الدياجي *** فالضلالات هاويات البنود
حينما شع في القضاء بريق *** باسم الثغر من هلال السعود
فتح الكون صدره لحبيب *** رحمة الله فيه بعض الوفود
ليس الكون حلة الطهر منه *** حين وافي على ثنايا الوجود
نشر النور في دروب الحيارى *** أطلق القلب من إسار القيود
يا حبيب القلوب أنت قريب *** ما طواك الزمان خلف الحدود
إليه شهر الصيام أقبلت تسعى *** صادق الوعود وافياً بالعهود
مشفق القلب مخلص الود تبغي *** صادق الوعود وافياً بالعهود
مشفق القلب مخلص الود تبغي *** وصل من كان مخلفاً للوعود
مشرق الوجه وما رجاؤك إلا *** أن تتوب الحشود إثر الحشود
زائر الخير أنت فينا كريم *** ولطيف المقام حلو الورود
وافد البشر أنت ضيف عزيز *** والمضيفون في شتات الجهود
جمع الشمل أيها الشهر إنا *** في اشتياق لكسر طوق الجمود
وحد الصف ما أرى إلا *** تتمنى زاول هذي الحدود
أيها الشهر أنت سفر المعالي *** أنت شمس الزمان بين العقود
أول الحظ رحمة تتلألأ *** تزرع الحب في فؤاد الحقود
تنزع اليأس من قلوب عصاه *** أمل العفو حظ أهل الجدود
بشر التائبين بشرى أمان *** بانعتاق من خزي نار الخلود
وهنيئا للمتقين بشهر *** يرف الجود من نداه بجود
--------------------------------------------------
مع عمر بهاء الدين الأميري ,وقد كتب في رمضان هذي القصائد ..
يقول في ديوانه ( قلب ورب ) في قصيدة ( الصيام والغذاء) :
جدد حياتك بالصيام *** فبالصيام غذاء روحك
داو الذي تشكوا بتقوى *** الله ,تبرأ من قروحك
واغنم أويقات التجلي *** في الطريق إلى نزوحك
اشحذ سموك عن حياة *** اللغو ,وادأب في طموحك
وارق الذرا ودع الثرى *** طال المقام على سفوحك
ويقول في قصيدة (في العبء)
يا رب.. يا رب ..عبد في صدى وطوى
موله .. نائس من غربة لنوى
تداولته أكف الدهر وانطلقت
يسعى به هائما في لهفة وجوى
قلب مواجعه في خفقة ضرعت
يدعو ..يدعو ..ويرجو للعليل دوا
وقال في قصيدته ( رمضان العافية )
قالوا : سيتعبك الصيام
وأنت في السبعين مضني
فأجبت بل سيشد من
عزمي ,ويحبوا القلب أمنا
ذكرا ..وصبرا .. وامتثالا
للذي أغنى وأقنى
ويمدني .. روحا وجسما
بالقوى معنى ومبنى
رمضان عافيه فصمه
تقى ,لتحيا مطمئنا
ويقول في ليلة القدر قصيده ( نشوة القدر )
ما نبا سيفي ولا دهري أبى
مذ اتخذت الله فذا مأربا
وتوجهت إلى كرسيه
أرمق العرش ,وتقديسي ربا
مسلما جسمي وروحي للسنا
وخلاياي تعيش الطرب
غمر الأكوان بالنشوة في
ليلة القدر ,سموا مجتبى
وتجلى النور في قلبي رضا
فاض إنعاما ..وأسدى وحبا
ويقول في رمضان في قصيدته (كل وهمته )
تتالت دقائقه مطمئنة
وفرت ..ومرت كبرق الأسنة
له وقعه ..وله لمعه
أفانين ..فيض ..وفرض..وسنة
وكل وهمته ..والتجلي
مشاع ,ولله فضل ومنه
فمن كان في قلبه نوره
سما ..ونما في ليالي المظنة
ومن كان في القلب ديجوره
سألنا له الله كشف الدجنة
ويقول قي قصيدته ( برق في منام ليلة قدر )
أبرق ؟ وكيف !وما أرعد ؟!
أم النور في البون ..حرا بدا ؟
ومن أي أفق ؟ثرى أم ذرا
ومن أي نبع أفاض الندى؟!
تراءى ..ولا ..ليس من وجهه !
فلا ..لا ثرى ..لا ذرا .. لا مدى !
وفي ليلة القدر ..غفوا وصحوا
متى ؟كم ..وكم ؟أزلا سرمدا
وأسمعت - لا من فم - نغمة
جنانيه مالها من صدى
تزف لي المجد والسعد في
تجل ..وتوردني الموارد
إذا كدت أزلق عن أوجه
تبدت ..ومدت لجذبي يدا
وقال لي القلب : إني هنا
لدي السنا ..والمنى ..والجدا
فملت إلى لا نهاياته
وبادرني حفقة منجدا
وأنعم بالذكر كنهي رضا
وأدنى لمنطلقي الفرقدا
نضا عن كياني حجاب الهوى
وعيني غطى ..فلم تشهدا
وبصر عقلي بسر الدنيا
وقد صاغها ربها معبدا
وذراتها .. ذرة ..ذرة
تصلي ..فتابعها واقتدى
وعدت رويدا
رويدا.. إلى
جذوري ..وعايشتها مصعدا
ولكن بروحي ..شوقي بكى
وذوقي ذكا .. وقصيدي شدا
وأخيرا يقول في وداع رمضان ،في قصيدة ( رمضان)
ذهبت راؤه .. ونون ختامه
فانبرى في الحديث عن أيامه
قال: شهري مضى .. ويا فوز عبد
لم ينم عن صيامه وقيامة..
هو قد بر نفسه فتصدى
للتجلي .واشتد في إقدامه
والرحيم الرحمن بر مناه ..
فتجلى له بفيض سلامه
أنا حي في قلبه ,وستبقى
ليلة القدر في سنا أحلامه
-------------------------------------------------
محمد حسن فقي
رمضان.. في قلبي هما هم نشوة *** من قبل رؤية وجهك الوضاء
وعلى فمي طعم أحس بأنه *** من طعم تلك الجنة الخضراء
ولا طعم دنيانا ,فليس بوسعها *** تقديم هذا الطعم للخلفاء
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله *** أفلا أكون به من السعداء
قالوا بأنك قادم , فتهللت *** بالبشر أوجهنا ..وبالخيلاء
وتطلعت نحو السماء نواظر *** لهلال شهر نضارة ورواء
تهفوا إليه وفي القلوب وفي النهى *** شوق لمقدمه , وحسن رجاء
لم لا نتيه مع الهيام..ونزدهي *** بجلال أيام ..ووحي سماء ؟
بهما نحلق في الغمام ,ونرتوي *** من عذبه .. ونصول في الأجواء
ونشف أرواحا فننهج منهجا *** نفضي به لمرابع الجوزاء
ونصح أجسادا, فلا نشكو الونى *** أبدل ولا نشكو من الأدواء
فنعود كالأسلاف أكرم أمة *** وأعز في السراء والضراء
رمضان.. ما أدري ونورك غامر *** قلبي فصبحي مشرق ,ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي *** بك منهما ,بعد القنوط شفائي
نفسي تحدثني بأنك شافع *** عند المهيمن لي من الأسواء
وبأنني سأنال منك حمايتي *** ووقايتي من معضل الأرزاء
ما أنت إلا رحمة ومحبة *** للناس من ظلم قسا .. وعداء
فلقد كرمت من السماء بما أتى *** من وحيها .. وشرفت بالإطراء
سدت الشهور فأنت سيد عامها *** بل أنت سيد دهرها المتنائي
مهما أقول , فلن تطول مقالتي *** شم الذرى , ولوامع الأسماء
رمضان .. من بعد الكدورة مسني *** منك الجلال بحكمة ونقاء
قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي *** في حضنه بتبذل وغباء
حتى لقيتك فارعويت عن الخنى *** وكرهت كل ضلالة وعماء
شتان ما يبن الخلاعة والتقى *** أو بين عقل نابه وخواء
رمضان جئت وقومنا في محنة *** والدين .. جازت حدها .. نكراء
زعماؤنا - إلا القليل - تورطوا *** فيها , فشقوتنا من الزعماء
صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم *** في الأرض ,والأجواء والدماء
تلك الدماء زكية يا ليتها *** سالت لأجل كرامة وجلاء
وتنكروا للدين , فهو خرافة *** في زعمهم جازت على الآباء
حتى غدونا في صميم بلادنا *** شذاذ آفاق من الغرباء
إن الزعامة حين تخضع رغبة *** في الحكم ..تصبح لعنة الشرفاء
كلا ,فلا بالدين يعصف كيدهم *** أبدا ،ولا العربية العرباء
الدين صرح شامل متوسد *** كنف الجبال , وهامة الصحراء
لم تجد فيهم حكمة ووداعة *** بالهمس .. أو بصراحة الصرحاء
فإذا استحى أو خاف منهم خائف *** من سوء دعوته .. دعا بخفاء
سخروا بكل مسالم .. وتهكموا *** جهلا وموجدة على الخلصاء
الفرد يعصف بالجماعة ضاربا *** صفحا عن التشريع والإفتاء
فإذا نصحت له تنفج وانتضى *** سيفا يسيل دما على النصحاء
لو لم يكن نذلا لما حسب العلا *** وقفا ولا إرثا من الآباء
مهلا ..فرب جريمة لم تنتقم *** من ربها انتقمت من الأبناء
ولربما عجلت فراح بطعنة *** ممن أسال دماءهم .. نجلاء
كم أرعن أوحت له نزغاتة *** بالموبقات ..فلج في الإفناء
ريعت به الدنيا وزلزل سمها *** وضميرها من أسوأ الأنباء
لكنه استخذي وقد لاحت له *** نذر الصوارم أيما استخذاء
سحقا لطاغية إذا نزلت به *** أقداره أمسى من الجبناء
يبكي الذي سفك الدماء بريئة ***تعسا له من سافك بكاء
من سامنا خسفا ولاقى مصرعا ***لم يلق غير شماتة وهجاء
رمضان أثقلنا عليك ولم نكن ***يوما على أحد من الثقلاء
عفوا , فإن نفوسنا في نشوة *** تسري من الأعضاء للأعضاء
من بعد ما اصطبرت على لأوائها *** رقصت وقد وافيت من لألأء
محبورة بثوابها ..مغمورة *** بعطائها .. مسرورة بلقاء
لا زلت فينا قادما ومودعا *** تسدى فنثني نحن خير ثناء
يا ذا الجلال ...وأنت خير مؤمل ***للخاطئين ...وأنت خير وقاء
أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى *** يمسي وطائي المشتهي وغطائي
وفناؤك الممتد أرحب ساحة *** من أن يضيق بآثم خطاء
ضاقت علي منازلي ومرابعي *** ومسالكي ..وجفا الجنوب كسائي
ودلفت في جنح الدياجر خائفا ***ونكصت حين أبى علي فنائي
لم يبق لي إلاك فارحم آبقا *** من ناره .. بالروضة الغناء
إني أحن لزهرها وثمارها *** وتحسن برد ظلالها أحشائي
سأطوف في أرجائها متهللا *** متوسلا بعقيدة سمحا ء
رغم الأثام ثوت بصدري صخرة *** شماء لذت بها من الأنواء
يا صخرتي الشماء ..إن تتوسلي ***لله أشد بصخرتي الشماء
فأنا فقير إليه في ملكوته ***والفقر يقصد سيد الكرماء
ما أستريب بعدله وفضله *** أو أستريب بتوبتي ودعائي
---------------------------------------------
حسين عرب
بشرى العوام ، أنت يا رمضان *** هتفت بك الأرجاء والأكوان
والشعر والأفكار ، وهي عتية *** ينتابها لجلالك الإذعان
لك في السماء كواكب وضاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكان
الشرق ، يرقب في هلاك طالعاً *** يعنو لديه ، الكفر والطغيان
وبك استهام فؤاد كل موحد *** يسمو به الإخلاص والإيمان
سعدت بلقياك الحياة ، وأشرقت *** والنهل منك ، جمالها الفتان
وتعلمت عنك الحصانة والحجى *** فانجاب عنها ، الهم والخلذلان
وتذكرت فيك العروبة ، مجدها *** هل مجدها ، إلا الذمار يصان
يا باعث الآمال ، تخفق ثرة *** بالخير ، ليس يشوبها بهتان
ومحرر الأخلاق ، من قيد الهوى *** إن عمها من زيغه طوفان
بشراك ، تفتر الثغور ، لوقعها *** جذلا ، ويخفق خاطر وجنان
والبشريات صدى النعيم المرتجى *** نصت به الآيات والأيان
ما إن تمرد عن نظامك معشر *** إلا وحق عليهم الخسران
العبرية فيك ، جلجل صوتها *** لما تنزل بالهدى القرآن
الدين عنها والحياة ، تفرداً *** مجداً ، وفاض بنورها الوجدان
وتهلل الحق الصراح بنفحة *** علوية ، فيها هدى وبيان
يا مشعلا قبس الحقيقة ، بعد أن *** أعيت عن استقصائها ، الأذهان
ومبدداً حلك الضلالة ، حينما *** عم الدنا ، من زيفها فيضان
كانت كما زعم الغواة ( حضارة ) ***يختال فيها الفرس والرومان
ذلت وذل على المدى عبادها *** في الغابرين ، وشاة منها الشان
ولقد طلعت بشمسها ، مدنية *** مجداً ، يسير بذكره الركبان
أشرق بنورك في الربوع ، وكان لها ***أملاً ، يزول بلحمة العدوان
واذكر ( فلسطين ) الذبيحة ، أرضها *** مجلى الردى ، وسماؤها نيران
فجر اليهود بها ، وزاد فجورهم *** مستعمر ، بعهوده خوان
دارت عليها الدائرات فأصبحت *** يناسب فيها ، البؤس والأحزان
شيخ تخضب بالدماء ، ومصلح *** ينفى وحام لذمار يهان
وفتى يعذب في السجون ، وغادة *** تسبي ، طفل دمعه هتان
تلك الحضارة تنجلي أسرارها *** عنهم ، فلا كانت ولا هم كانوا
تدمي العيون لها ، ويرتاع الهنى *** من هولها ، وتصدع الآذان
----------------------------------------
يس الفيل
تتغير الدنيا .. ولا تتغير *** ومدى الزمان تجيء ، لا تتأخر
في كل عام أنت أكرم زائر *** للأرض تهدي من بها يتعثر
لكننا .. والظلم يفترش الربى ***ونفوسنا مما ترى تتحسر
لم ندر كيف إلى التسامي نهتدي ***والأقوياء على الضعاف تجبروا
رمضان .. يا شهر التحرر ، ليتنا ***من جاهلية فكرنا نتحرر
رمضان تأتي واللظى يغتالنا ***والحب في جنباتنا يتكسر
والظلم يفتك بالأحبة ، والمدى ***مما يراه ، على المدى يتفجر
والجوع يفترس العباد ، فترتمي ***كتلا كواكبهم ، هنا تتضور د
وخزائن الأموال خلف سدودها ***بضراوة الحرمان .. لا تتأثر
حتام يا رمضان يصرخ جائع ***ويئن ظمآن .. ويسقط معسر ؟
الصوم فيك فريضة ، والحكمة ***شرع الصيام لعالم يتدبر
لكننا .. والنفس مال بها الهوى ***نعدو .. ولكن الخطى تتقهقر
فإلى متى هذا الضلال وعالمي ***رغم الغواية بالهداية أجدر ؟
رمضان يا أمل السماء لأمة ***بك لم تزل عبر المدى تستبشر
ثبت على التقوى قلوب أحبتي ***وامنح لم تزل عبر المدى تستبشر
واهد الهداة إلى مرافيء دينهم ***واحفظ خطاهم في الطريق ليعبروا
واحمل إلى ملأ السماء تحية *** من أمة بصيامها تتطهر
ما زلت يا رمضان أكرم زائر ***ليست تمل ، وإن تكن تتكرر
-------------------------------------------------------------
يقول الشاعر محمد الأسمر في ديوانه [ بين الأعاصير ، ص :592 ]:
رعى الله شهر الصوم أما نهاره *** فغاب وأما ليله فهو ساهر
وحيا رجالاً حين لاح هلاله *** مشت بهم مشي النسيم البشائر
بطان إذا ما الشمس أرخت قناعها *** خماص إذا ما أقبلت وهي سافر
خضوعا لمن فوق السموات عرشه *** ويعلم منهم ما تكن السرائر
هو الله فاعبده العباد كلهم *** إذا راح يلهو بالعبادة فاجر
--------------------------------------------------
يقول الشاعر مصطفى حمام :
انفثوا السحر يا رجال البيان *** فأطيلوا الحديث عن رمضان
العزيز الحبيب اسمح من هل علينا وأكرم الضيفان
النصيح المعلم الواعظ الها***دي رسول الحنان والإحسان
حدثونا عن راحة القيد فيه ***حدثونا عن نعمة الحرمان
هو للناس قاهر دون قهر ***وهو سلطانهم بلا سلطان
قال: جوعوا نهاركم فأطاعوا***خشعا يلهجون بالشكران
قال: افنوا الدجى بنسك وذكر***فتباروا في طاعة الرحمن
إفسحوا لي في الذاكرين مكانا***ومكان في مجلس القرآن
هيئوا لي منارة احتفي بالفجر***فيها مجلجلة بالأذان
--------------------------------------------------------------
يقول الشاعر محمد هارون الحلو :
الله أكبر لاح وجه المشرق*** بهلاله وجبينه المتألق
رمضان أقبل بالبشائر والهدى*** وبسلسل من بره المتدفق
قدس من الصلوات في نفحاته*** ما شاء كل منهم أن يستقي
حفوا بة وقد استحف نفوسهم*** فيض الجلال به وحسن الرونق
شهر به غدر الليالي أشرقت*** في الدهر بالأمل السني الشيق
مرحى هلال الصوم عدت بطلعه*** وضاء سنا جبين مشرق
والله أودع فيك من أسراره*** روحا بغير البر لم يتخلق
هو ذلك الشهر تحدثت*** عن السماء بسرها المتغلق
سطعت بنور الله فيك حقيقة*** تهدي لسعي في الزمان موفق
-------------------------------------------------------
يقول الشاعر محمود جبر :
رمضان يا طهر النفوس*** هرعت استجديك وقدك
واعف يومك عن الحديث*** لا يطابق منك قصدك
وأذيب ليلك في التبتل*** أبتغي الأنوار عندك
أنت المفضل في السماء*** وبالكتاب خصصت وحدك
يا معبد المتهجدين*** فزعت استهديك رشدك
يا قلب ذلك من تحب*** فسق له ياقلب وجدك
واشرح له شوق الجوا*** رح وابتغ الإحسان جهدك
ضل الذي لا يستطيب*** شذا رباك وعرف وردك