مروان مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 12/09/2009
| موضوع: من المرفوعات " الخبر " الجمعة 12 مارس 2010, 7:53 pm | |
| الخبر الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة «المبتدأ»، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة، وقد تناولناه بالشرح والتفصيل، و الآن نحن بصدد الجزء الثاني من الجملة الاسمية ، ألا وهو «الخبر» ، و يناقش هذا الدرس ما يتعلق به من مباحث، وقد جاء محتواه في ثمانية فصول، كالآتي:
1- تعريف الخبر . 2- أحكام الخبر والعامل فيه . 3- موقع الخبر من المبتدأ . 4- أنواع الخبر . 5- تعدد الخبر . 6- حذف الخبر. 7- اقتران الخبر بالفاء . 8- ملاحظات خاصة بالخبر . تعريف الخبر هو الركن الثاني للجملة الاسمية والذي تتم به الفائدة مع المبتدأ. * * * أو هو الحكم المسند إلى المبتدأ و المخبـــِر عنه بما تتمُّ به الفائدة. * * * الجملة الاسمية تتكون من ركنين أساسيين هما المبتدأ والخبر، وإذا كان المبتدأ هو الركن الأول للجملة الاسمية والذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة، فإن الخبر هو الركن الثاني للجملة الاسمية؛ لأنه يخبر عن المبتدأ بما تحصل به الفائدة . ومن هنا كان الخبر عمدة في جملته؛ لأنه ركن أساسي فيها، فهو الجزء المتمم للفائدة فيها مع المبتدأ. *وإلى ذلك أشار ناظم الآجرومية بقوله: والخبر الجزء المتمُّ الفائدة كالله بَرٌّ والأيادي شاهده فخرج بقولهم: «الذي تتم به الفائدة» ما ليس كذلك، نحو: محمد أبوه. فالجزء المذكور بعد المبتدأ وهو «أبوه» لا تتم به الفائدة، ولذا لا يعد خبرا، فإذا قيل: «محمد أبوه عالم» ، تمت الفائدة، وصح كون جملة: «أبوه عالم» خبرا للمبتدأ. وخرج بقولهم: «مع المبتدأ» ما تمت به الفائدة مع غير المبتدأ، كالفاعل الذي تتم به الفائدة مع الفعل، مثل قوله تعالى: { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}، ومثله نائب الفاعل، كقوله تعالى: {قُضِيَ الأمْرُ}. أحكام الخبر والعامل فيه
* حكمه الإعرابي: الرفع؛ لأنه العمدة الثاني في الجملة الاسمية (المسنَد). والنحويون يقولون: رافعه هو المبتدأ. الأحكام السبعة للخبر. للخبر أحكام تدل عليه، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي: 1- يجب فيه الرفع. وعامل الرفع في الخبر هو المبتدأ وليس الابتداء،ولا بالمبتدأ والابتداء، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون. * نحو: أنت كريمٌ. فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله في الخلاصة: و رفعوا مبتدأ بالابتدا كذاك رفع خبر ٍ بالمبتدا * * * 2- الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة . نحو: محمدٌ فاضلٌ. ونحو قوله تعالى: (والله على كل شيء قديرٌ ). * وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق. نحو: هذه شجرة - و هذا كرسي - وذاك حجر. والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه، ولا الضمير البارز، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان أو المكان. نحو قول الشاعر بلا نسبة: فإنما هي إقبالٌ وإدبارٌ ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فالشاهد قوله: " إقبالٌ، وإدبارٌ"، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا، غيرأنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما. * وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق. نحو: القائد أسد. أي شجاع. ومحمد فلسطيني. أي منتسب إلى فلسطين. 3- أن يكون مطابقا للمبتدأ (في الإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث). * الإفراد، نحو: خالدٌ شاعرٌ. والتثنية، نحو: العاملان مُرهَقانِ. والجمع، نحو: المسافرون عائدون. * التذكير والتأنيث: نحو: سعدٌ كريمٌ. ونحو: فاطمةٌ مؤدبةٌ. ولا يجب أن يتطابقا في التعريف: الطالبٌ مجتهدٌ، الوادي مخْضَرٌّ. ولا يجب أن يتطابقا في التذكير أو التأنيث أو العدد إذا كـان المبتدأ جمعا لغير عاقل: الجبالُ شاهقةٌ، الجبالُ شاهقاتٌ. ولا يجب التطابق إذا كان الخبر مصدرا أو اسم تفضيل أو مما يوصف به المذكر والمؤنث، نحو: الرجال عدْلٌ، المرأة صبورٌ. وقد ذكر ابن مالك ذلك بقوله:
وَالْخَبَرُ اسْمُ ذُو ارْتِفَاعٍ أُسْنِدَا
مُطَابِقاً فِي لَفْظِهِ لِلْمُبْتَدَا
كَقَوْلِنَا زَيْدٌ عَظَيمُ الشَّانِ وَقَوْلِنَا الزَّيْدَانِ قائِمَانِ
وَمِثْلُهُ الزَّيْدُونَ قائِمُونَا
وَمِنْهُ أَيْضاً قَائِمٌ أَخُونَا
4 - جواز حذفه إن دل عليه دليل، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه. 5- وجوب حذفه، وسنذكره في موضعه أيضا. 6- جواز تعدده والمبتدأ واحد. نحو: محمد ذكي فطن. ونحو: أحمد شاعر خطيب كاتب. ومنه قوله تعالى: ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ). وقوله تعالى: ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ). وقوله تعالى: ( والله عزيز ذو انتقام ). وقوله تعالى: ( هو الله الخالق البارئ المصور ). 7- الأصل فيه التقديم على المبتدأ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا، أو وجوبا، وسنفصل القول في موضعه موقع الخبر من المبتدأ عادة يقع الخبر بعد المبتدأ, ولكن هذا ليس شرطًا أساسيًا؛ إذْ يمكن للخبر أن يكون بعيداً عن المبتدأ ويفصل بينهما كلمة أو أ كثر ، ونتعرف عليه من خلال اتمامه لمعنى الجملة المفيدة. * ومما يفصل بين المبتدأ وخبره: (المضاف إليه )، إذا كان المبتدأ اسما معربا غيرَ معرفٍ بأل. نحو:طالب العلم مثاب بنيته. ونحو: طول الصمت والتأمل يورث حكمة. * ومما يفصل بين المبتدأ وخبره أيضا: (النعت)، إذا كان المبتدأ اسما معربا معرفا بأل. نحو: الرجلُ الكريمُ أخلاقُه عاليةٌ. ونحو: الحياة الدنيا متاع. * ومما يفصل بين المبتدأ وخبره أيضا: (شبه الجملة من الجار والمجرور أو الظرف). نحو: الساعي على الأرملة والمسكين كـالمجاهد. ونحو:{الرحمنُ على العرش استوى}. ونحو: الناظر تحت قدمه أعمى. * ومما يفصل بين المبتدأ وخبره أيضا (المعطوف). نحو: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق رسلٌ كرام. ونحو: رَجُلٌ وامرأةٌ وأطفالٌ سكنوا جوارنـا. * وقد يفصل بين المبتدأ وخبره بـما سبق جميعا. نحو: رجلٌ كريمٌ طيبُ الأخلاقِ وأخٌ له في الله زارونـا. للخبر من ناحية تأخُّرِه عن المبتدأ وتقدمه ثلاث حالات، كالآتي: أولا: تـأخير الخبر عن المبتدأ وجوبا. هي نفسها حالات وجوب تقديم المبتدأ على الخبر، وتم ذكرها بالأمثلة في درس المبتدأ، ونضيف إليها ما يلي: 1- ما ورد مسموعا ( ). نحو: راكب الناقة طَلِيحان ( ). ونحو: منسق الحديقة جميلان ( ). 2- إذا التبس بالخبر. نحو: صديقي أَخوك - إذا كان هذا أَفضلَ منك فأَفضل منك أفضل مني. 3- إذا كان بتأْخيره يلتبس بالفاعل. نحو: سليمٌ سافر. 4- إذا كان المبتدأ والخبر متساويين أو متقاربين فى درجة التعريف أو التنكير، بحيث يصلح كل منهما أن يكون مبتدأ. نحو: أخى شريكى. أستاذي رائدي في العلم. مكافح أمين جندي مجهول. أجملُ من حرير أجملُ من قطن ( ). 5- إذا كان الخبر محصوراً فيه المبتدأ بإنما أو إلا. نحو: إنما البحْترىّ شاعر . {إنما أنت منذر} . ما النيل إلا حياة مصر. 6- إذا كان الخبر مقروناً بالفاء. نحو: الذى ينصحنى فمخلص. ونحو: من يصدقني فصادق. 7- إذا كان الخبر مقترناً بالباء الزائدة. نحو: ما شريف بكاذب. ونحو: ما كسول بناجح. 8- إذا كان الخبر طلبا. نحو: الضعيف ساعده، والمحتاج أعطه. 9- إذا كان الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ. نحو قوله تعالى: ( قل هو الله أحد ). 10- الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا. نحو: الليمون حامض حلو. نحو:الرجل طويل قصير. 10- خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية. نحو: أمّا محمد فشاعر. وأمّا أحمد فكاتب. 12- خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل. نحو: الأسطورة هي حكاية شعبية. وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس. 13- خبر المبتدأ « الاسم الموصول » الواقع بعد ضمير المتكلم أو المخطاب مباشرة. نحو: أنا الذي فعلت كذا، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية. ونحن الذين نقوم ببناء الوطن. 14- خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ اسما موصولا . نحو: الذي فاز بالجائزة محمد. والذي تفوق في السباق إبراهيم. 15- خبر المبتدأ الواقع جملة فعلية ماضية والمبتدأ ما التعجبية.نحو: ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف. وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل. 16- خبر المبتدأ الواقع جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ. نحو: الكواكب تتحرك ( ). ثانيا: تقديم الخبر على المبتدأ (وجوبا). 1- إذا كان مما له الصدارة، كاسم الاستفهام: أين أبوك، متى السفرُ، أين شركائي، أسحر هذا ، متى هذا الوعد. 2- إذا كان محصورا في المبتدأ(بما وإلا، أو بـإنما):ما فائز إلاّ المجتهدُ، إنما في القناعة الغِنَى. (ما على الرسول إلا البلاغ ).( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ). 3- إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة محضة: في الدار ضيفٌ. فوق الجبل مقاتلون . 4- إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود إلى جزء من الخبر: في الدار أهلُها. في المدرسة طلابها. للتدخين مضاره.( أم على قلوب أقفالها). 5- إذا كـان لغرض بلاغي: (آيةٌ لهم الليلُ). ثالثا: جواز التقديم والتأخير للمبتدأ والخبر أحدهما على الآخر. والقاعدة في ذلك هو أمن اللبس، فإذا أمن التباس المبتدأ بالخبر فيجوز التقديم والتأخير. * كما يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر: بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية. نحو قول الشاعر: يوم النوى فلوجد كاد يبريني عندي اصطبار وأمّا أنني جزع فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة، وإن المكسورة الهمزة لفظا، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى.وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم. * كما يجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في: مخصوص نعم أو بئس. نحو: نعم الرجل محمد. وبئس العمل الخيانة. فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا، ومحمد خبره. فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ، والجملة خبرا مؤخرا، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما. أنواع الخبر
الخبر له ثلاثة أقسام، ولكل قسم منها صورته، وهي كالتالي: أولا: الخبر المفرد. و هو ما كان كلمة واحدة، أو بمنزلة الواحدة (أي ليس جملة، ولا شبه جملة). ويجب أن يطابق المبتدأ في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع، كما بينا سابقا في أحكام الخبر. نحو: القمرُ منيرٌ. والطالبةُ مؤدبةٌ. ونحو: الطالبانِ مجتهدانِ، الطلابُ مجتهدونَ. * والخبر المفرد له صورتان: 1- إما جامدٌ (فلا يرفع ضميرًا مستترًا ولا بارزًا، ولا اسمًا ظاهرًا). نحو: الشمس كرة. ونحو: الفرات نهر. فالخبر فى الأمثلة السابقة فارغ من الضمير المستتر، وغير رافع لضمير بارز أو لاسمٍ ظاهرٍ بعده. 2- و إما مشتقٌ (ولابد أن يحمل ضميرًا مستترًا و جوبا يعود على المبتدأ، أو يرفع ضميرا بارز ًا أو اسمًا ظاهرًا بعده). * فمثال الخبر المشتق الذي يحمل ضميرا مستترا يعود على المبتدأ: الهرم مرتفع. الآثـار عالية. الجنود شجعان. أي: مرتفعٌ هو، وعالية ٌ هي، وشجعان ٌ هم، فقد تحمل الخبر (المشتق) ضميرًا مستترًا وجوبًا يعود على المبتدأ ليربط الخبرية ارتباطًا معنويًا. * ومثال الخبر المشتق العامل في الضمير البارز، أو الاسم الظاهر بعده: محمدٌ مسافرٌ هو إلى القاهرة. الوردة عطرة رائحتها.والدي رحيم قلبه. فلابد للخبر المشتق أن يرفع ضميرًا أو اسمًا ظاهرًا، غير أن الضمير هنا يجوز إبرازه كما يجوز استتاره، بشرط أن يكون المبتدأ المنسوب إليه الخبر والمحكوم عليه حقيقة واضحًا، لا يشتبه بغيره عند الاستتار، أي: بشرط أمن اللبس، كما فى الأمثلة السابقة. * * *
ثانيا: الخبر الجملة. و هو كـلمتان أساسيتان لا بد منهما للحصول على معنى مفيد،و هو نوعان: 1- الجملة الاسمية: كـالمبتدأ مع خبره، أو ما يغني عن الخبر، نحو:محمدٌ خلُقُه كريمٌ. المزرعةُ أرضُها خصبةٌ . الربيع جَوُّه معتدلٌ. الخريف جَوُّهُ متقلبٌ . المالُ فاتنٌ. و هل الفاتن مال؟ وتسمى هذه الجملة: « اسمية » لأنها مبدوءة - أصالة – باسم. 2- الجملة الفعلية: كـالفعل مع فاعله أو نائب فاعله، نحو: فَرِحَ الفائزُ، وأكْرِمَ النابغ، والطالبُ يحبُّ العلمَ، والفلاح يُصْلِح أرضه، والصيف ُيشتدُّ حرُّهُ، والشتاءُ يقسُو بردُهُ، والمسافرونَ عادوا إلى بلدهم. وتسمى هذه الجملة « فعلية »؛ لأنها مبدوءة - أصالة - بفعل. فالجملة عندنا إما "اسمية"، و إما "فعلية"، وكـل واحدة منهما قد تقع خبرًا فتكون هنا فى محل رفع. وقد اجتمعت الجملتان – الاسمية والفعلية - في قول الشاعر: الْبَغْىُ يصْرَعُ أهْلَهُ وَالظلمُ مَرتَعُهُ وخِيم روابط الجملة الخبرية. ويشترط فى الجملة الواقعة خبرًا أن تشتمل على رابط يربطها بالمبتدأ، إلا إن كانت بمعناه، كما سيجىء. وهذا الرابط –كـالضمير في الجمل السالفة– ضروري؛ ولولاه لكانت جملة الخبر أجنبية عن المبتدأ، وصار الكلام مفككاً لا معنى له؛ لانقطاع الصلة بين أجزائه؛ فلا يصح أن نقول: محمدٌ يذهبُ علىٌّ، وفاطمةُ يجىءُ القطارُ... لفساد التركيب، واختلال المعنى يفقد الرابط. * والروابط أنواع كثيرة منها: 1- الضمير الراجع إلى المبتدأ. و هو أصل الروابط وأقواها (وغيره خلَفٌ عنه). سواء أكان ظاهرًا، نحو: «الزارع فضلُه كبيرٌ». أم مستترا، نحو: «الأرض تتحرك». ونحو:«مخالفةُ الناصحِ الأمينِ تُورثُ الحسْرةَ، وتُعْقِبُ الندامةَ». أم محذوفًـا للعلم به مع ملاحظته ونيته، نحو: «الفاكهة أقةٌ بعشرة قروش»، أي: أقةٌ منها. ونحو: «حجارةُ الهرمِ حَجَرٌ بوزن عشرة» أي: حجرٌ منها. ونحو: «الورق اللونُ لونُ اللبن». أي: اللون منه. 2- اسم الإشارة المشير إلى المبتدأ السابق. نحو: الحريـة تلك أُمْنِيّة الأبطال. ونحو:الإصلاحُ ذلك مقصدُ المخلصين. ونحو قوله تعالى:{والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب الجحيم}. 3- إعادة المبتدأ بلفظه أو معناه. و ذلك بقصد التفخيم، نحو: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة)، أو التهويل،نحو: (القارعة ما القارعة)، أو التحقير،نحو: (وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة)، والإعادة قد تكون بلفظه ومعناه معًا، نحو:الحرية ما الحرية؟ والحرب ما الحرب؟ والسارق من السارق؟ وقد تكون بمعناه فقط، نحو: السيف ما المهند؟ والأسد ما الغضنفر؟ وعلىّ من أبو الحسين؟ 4- أن يكون فى الجملة الواقعة خبرًا ما يدل على عموم يشمل المبتدأ السابق وغيره. نحو: أما جبُنُ المحارب فلا جبنَ فى بلادنا، وأما هربه فلا هربَ عندنا. و العربيّ نعم البطل... فعدم الجبن أمر عام يشمل جبن المحارب وغير المحارب، وكذلك عدم الهرب فى بلادنا يشمله ويشمل غيره .. والبطل الممدوح بكلمة:"نِعم" يشمل العربى وغيره. 5- أن يُعْطَف على جملة الخبر بجملة أخرى [بالواو، أو الفاء، أو ثم] مع اشتمالها على ضمير يعود على المبتدأ السابق. فيُكتفَى فى الجملتين بالضمير الذى فى الثانية. - فمثال الواو: الـزارع نبتَ الزرعُ وتعهده - الطالب بدأت الدارسةُ وا ستعد لها. - ومثال الفاء: الصانع تيسرت أسباب الصناعة فأقبل غير متردد، والعامل كثرت ميادين العمل فوجد الرزق مكفولا. - ومثال ثُمّ: القمر طلعت الشمس ثم اختفى نوره، والنجوم انقضى النهار ثم أشرق ضوءها. 6- أن يقع بعد جملة الخبر أداة شرط حُذِف جوابها لدلالة الخبر عليه، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ. نحو: الوالدُ يترك الأولادُ الصياح إن حضر. ونحو: الضيفُ يقف الحاضرون إن قَدِمَ. * * *
ثانيا: الخبر شبة الجملة. يريـد النحاة بشبه الجملة هنا أمرين: أحدهما: حرف الجر مع مجروره . والآخر: الظرف بنوعيه الزمانىّ والمكانيّ. أولا:الخبر الواقع حرف جر مع مجروره. نحو: الحمد لله رب العالمين. خالدٌ في الدارِ. الزادُ على الراحلةِ. البستان بقرب النهرِ. {ولله المشرق والمغرب}. ثانيا: الخبر الواقع ظرف زمان. * و يخبر بظرف الزمان عن أسماء المعاني فقط. نحو: العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع . الرحلة يومَ الخميس. الرجوعُ ليلةَ السبت. * وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك . ولتمام الفائدة شروط هي: أ- أن يتخصص ظرف الزمان بنعت. نحو: نحن في يوم شديد الحرارة. أو يتخصص بعلمية. نحو: نحن في رمضان. أو يتخصص بإضافة. نحو: نحن في يوم الجمعة. وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في ". ولا يعرب في حالة رفعه أو جره ظرفا، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط. ب - أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد، بمعنى أن يظهر في بعض الأحيان دون بعضها، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف، أو جره بـفي، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا. نحو: العنب شهور الصيف، أو في شهور الصيف. ونحو: والبلح شهور الشتاء، أو في شهور الشتاء. ج - أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا. نحو: المدرسة صباحا. والبيت عصرا. والتقدير: عمل المدرسة صباحا، وملازمة البيت عصرا. ثالثا: الخبر الواقع ظرف مكان. * و يخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات (أي الأسماء المحسوسة ). مثال أسماء المعاني: الصدق فوق كل اعتبار. والأمانة فضيلة . النصر مع الصبر . ومثال أسماء الذوات: الطائر فوق الشجرة . والحديقة أمامَ البيت. والنهر وراءَهُ. والبيت فوقَ الجبلِ. والجنة تحت ظلال السيوف . * ويشترط في الظرف الوَاقع خبراً، وفي الجار مع المجرور كذلك أن يكون تامًّا، أَي: يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره، ويكْمُلُ به المعنى المطلوب من غير خفاء ولا لَبْس، كالأمثلة السابقة. فلا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصاً. نحو: محمود اليوم، حامد بك، الرجل غدا، محمدا الليلة ... وما شابه ذلك؛ لأنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر. * * * إعراب شبه الجملة الواقع خبرا. أولا: (تنبيـــه). الخبر الجار والمجرور، والخبر الظرف بنوعيه، في الحقيقة ليس هو الخبر، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر، وتقدير المحذوف:كائن، أو مستقر، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور أو الظرف. * مثال الجار والمجرور قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}. و إعرابه: (الحمد) مبتدأ (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: كـائن، وعلى هذا التقدير فالخبر في معنى المفرد، ويجوز أن يكون تقديره: استقر، وعلى هذا يكون الخبر في معنى الجملة. * ومثال الظرف قوله تعالى: {علمها عند ربي}.وإعرابه: (علمها) علم مبتدأ مضاف، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه (عند) ظرف متعلق بمحذوف تقديره: كائن، وعلى هذا يكون الخبر في معنى المفرد، ويجوز أن يكون تقديره: استقر، وعلى هذا يكون الخبر في معنى الجملة، وعند مضاف ورب من (ربي) مضاف إليه، ورب مضاف وياء النفس في محل جر مضاف إليه. ثانيا: حالات إعراب الظرف الواقع خبرا. 1- إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنًى ليس للزمان ، جاز رفعه ونـصبه وجره بفي، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة، ويكون المنصوب أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر. نحو: العطلةُ أسبوعٌ، أو أسبوعاً، أو في أسبوعٍ. والتقدير: زمن العطلة. و الأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى، نحو: السفر يومٌ. 2- إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان، تعين رفع الخبر. نحو: شهر الصوم رمضان. وأول العام الهجري المحرم. 3- و إن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن في معناه عملا ، جاز الرفع والنصب. نحو: العيد اليوم. والجمعة اليوم. والسبت اليوم. وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع. ومنه قولنا: اليوم يومك. لتضمنه معنى: شأنك الذي تذكر به. 4- و إن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات أو معنى، وكـان متصرفا - و الظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف، كـالرفع مبتدأ أو فاعلا أو نائب فاعل أو مفعولا به - جاز رفعه ونصبه. نحو: الرجال جانب، أو جانبا. والنساء جانب، أو جانبا. برفع جانبا ونصبها. ونحو: المسجد أمامك. والحديقة خلفك. برفع أمامك، أو خلفك، أو نصبهما. ومثال وقوعه عن معنى: العلم ناحيتك، والعمل ناحيتك. برفع، أو نصب ناحية. 5- إذا قلتَ: ظهرُك خلفك، جاز رفع الظرف المكانى «خلْف» ونصبه.أما الرفع فلأن الخلف فى المعنى هو:الظهر. فالخبر هو اسم محض معناه معنى المبتدأ، وأما النصب فعلى الظرفية الواقعة خبراً. وكذلك ما يشبه ما سبق من الظروف المكانية، نحو: نعلك أسفل رجلك، والركب أسفلَ منك. وقد سبق أن الظرف المكانىّ المخبر به إذا كان غير متصرف، يجب نصبه؛ مثل: رأسك فوقك، ورجلاك تحتك؛ لأن "فوق" و "تحت" ظرفين للمكان غير متصرفين. 6- إذا كان الظرف الزمانى غير متصرف: مثل: "ضحوة" يراد بها ضحوة معينة ليوم معين – وجب النصب؛ مثل: العملُ ضحوةَ. 7- إذا كان الظرف بنوعيه متصرفاً، محدود المقدار، ووقع خبرا عن المبتدأ الذات - جاز فى الظرف الرفع والنصب، بشرط أن يكون المبتدأ الذات على نية تقدير مضاف قبله، يدل على البعد والمسافة، مثل: المدرسة منى ميل أو ميلا. المدينة منى يوم أو يوماً، أى: بُعْدُ المدرسة .. وبعد المدينة ..، إذا قلت هذا مثلا قبل ابتداء السير. فإن كان المقصود أن المدرسة أو المدينة من أشياء تبعد عما سرنا ميلا، تعين النصب على الظرفية، وكان الخبر هو الجار والمجرور: "منى" بخلاف الرفع فإنه على تقدير: بُعْد مكانها منى ميل،مثلا. 8- من الأساليب الواردة عن العرب: حامد وحده. يريدون: أنه فى موضع التفرد، وفى مكان التوحد؛ فيجوز إعراب:"وحد" ظرفاً منصوباً فى محل رفع خبر. "ملاحظة": إذا ترك الظرفُ النصبَ على الظرفية، إلى الرفع أو إلى الجر فإنه لا يكون ظرفاً، ولا يسمى بهذا الاسم.
| |
|
مروان مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 12/09/2009
| |
مروان مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 12/09/2009
| |